إعلان القدس كعاصمة لاسرائيل من قبل ترامب استجابة لاسرائيل بعد سنوات من الصراع حيث عبر نتيناهو عن هذا القرار "بانه صلت آلاف السنين صلت أجيال من اليهود للعام المقبل في اورشليم"، السؤال الذي يطرحه نفسه هنا لماذا كان يصلي المسلمين طوال هذه السنين ومابهم فاعلون ازاء البركان الذي فجره المستفز ترامب اما يجدها العرب فرصة طال انتظارها لممارسة ما قد اشتاقوا له من تشذق بتنديدات واستنكارات تستدعي الاستفراغ اما فعلاً هي تحذيرات مجبرين على اطلاقها لفتح صفحة جديدة من عمليات التخدير للشعوب.
في هذا السياق اوضح الكاتب والناشط الاعلامي القطري صالح غريب، في حديث لوكالة مهر للأنباء، ان ما سيفعله العرب فقط مجرد بيانات وخطابات استنكارات لا اكثر ولا اعتقد ان يكون هناك ردة فعل لدى الدول العربية ولا الإسلامية لانه لايوجد اتفاق اسلامي اتجاه القضية الفلسطينية على سبيل المثال عندما تسمع مغرد سعودي مثل سرب الحمد وغيره عندما يقولون القضية الفلسطينية ليست قضيتنا مثل هذه الرسائل لا اعتقد انها جاءت من فراغ وانما هي بتوجيهات وتعليمات لكي يُمهد الطريق لقرار ترمب ليصدر هذا القرار وبالتالي لن يكون هناك ردة فعل كما يمكن ان يتوقع ان يحدث ولكن هناك بعض الدول الاسلامية سيكون لها مواقف خاصة الجمهورية الاسلامية الإيرانية او لبعض الدول الاسلامية الكبرى التي لا شك ستتخذ مواقف ولكن عدد قليل لا يمكن ان يؤثر بالمقابل بعدد كبير يؤيد ويساند ترامب بالتحديد المملكة العربية السعودية ومصر وغيرها من الدول التي يعتمد عليها. وأجاب الناشط على أسئلة مراسلة وكالة مهر للأنباء كالتالي:
بما تفسر جرأت ترامب بإعلان القدس عاصمة لاسرائيل اما انها فقاعات يثيرها من حين الى اخر كي يشغل العالم حوله لايام كما فعل ازاء الملف النووي الايراني والعقوبات على إيران ام ان الامر هنا يختلف؟
الامر يختلف هنا في ظل الضعف الغربي وهو منذ البداية ومنذ ان كان مرشحا للانتخابات كان قد صرح بهذا الموضوع وعندما وجد هذا التشرذم الغربي وخثوثا في المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية والان الهجوم علي ايران من هذه الدول وجدها فرصة ان يوفي بوعده لناخبيه لانه لن يجد صدى او مصد من هذه الدول على الرغم مم التنديدات التي قامت بها الدول مؤخراً
ولكن هذا لا يعد سوى بيان استنكار و شجب كما تعودنا دائما من القمم العربية وفي الاجتماعات العربية التي لن تقدم و لن تؤخر ولكنه سيفعل كما سيفعل بشكل عام في بث الكراهية اتجاه الشعوب العربية ومن الملف النووي الايراني عندما حاول ان يقوض هذا الاتفاق ويتهم ايران بما ليس فيها ومع للاسف اشقائنا في بعض الدول العربية مثل السعودية سارت لتطبيق رؤيتها ونهجها في هذا الموضوع
بعد اعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ماهي السيناريوهات المحتملة في المنطقة؟
ومن جهة اخرى لا شك انه سيخلق زلزال في المنطقة وهو يريد ذلك كما خلق زلزال اتجاه إيران واتهامها فيما ليس فيها ولو قرأنا التاربخ لعلم ترامب ان هو من يقوم بذلك باحتلال العراق وتاجيج الأمن في الدول العربية وبالتالي سيحقق ما يقوله و لن يلتفت الى احد ولن تقوم اي دولة عربية بسحب سفراءها من امريكا او قطع علاقاتها كما تفعل الان السعودية مع ايران ومع قطر ومواففها من بعص الدول مثل تركيا لان هناك هشاشة في الموقف العربي وضعف وبالتالي والموقف الاسلامي ايضا ووجود المنظمة التعاون الإسلامي في السعودية و تديرها السعودية وكأنها قسم من اقسام وزارة الخارجية.
هل سنشهد توحد عل الساحة الفلسطينية ونشهد انتفاضة جديدة يتحمل اعبائها كما السابق الفلسطينين فقط؟
على المستوى الفلسطيني وبالتحديد قيادة حماس او الجهاد الإسلامي وغيرهم من الفصائل الفلسطينية سيكون لها موقف وسيكون لها ردة فعل ولكن الاشكالية انه مع الاسف محمودعباس ذهب الى الرياض واملي عليه ما سيقوم فيه ترامب في خصوص هذه المسألة وبالتالي سيكون هناك فصيل بين مؤيد ورافض ولكن حتى امريكا والسعودية يتهمون حماس بانها منظمة ارهابية وكيف بمكن ان تقوم بدور فاعل في هذه المسألة ونحن نعلم كيف يعاني قطاع غزة من المقاطعة و من تجوبع و غيره من معانات لذلك لن يكون ذلك الصوت المطلوب مناهضا للقرار وايضا نعول على بعض القيادات في الجانب الفلسطيني.
وما دور عباس في هذه المسألة وماذا عن المهلة التي امهله اياها بن سلمان ازاء القرار حول قبول القدس كعاصمة لاسرائيل او الاستقالة؟ هل باتت فلسطين دولة لا خيار امام مايحصل لها من تهميش على مدى السنوات الاخيرة؟
كما نعلم ان القيادات العربية تتشبث بالكراسي كثيراً وعباس اصلا منتهية صلاحيته وشرعيته في الحكم ومن جانب اخر ذهابه إلى الرياض واجتماعه مع بن سلمان وايضا مع الجانب الاماراتي سوف يوافق كما حدث للحريري وواحمد شفيق و بالتالي وسيبارك القرار.
وعندما نسمع من عرب ان فلسطين ليس قضيتهم وانا كمواطن عربي من السويد وادافع عن القضية الفلسطينية مثلا عندما كنت في المدرسة كنت ادفع ريال قطري شهرياً لدعم القضية الفلسطينية وكان يستقطع مبالغ من المواطنين في العالم العربي وبالتحديد في الخليج للقضية الفلسطينية لدعم الجهاد الفلسطيني ولكن عندما اسمع من المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشرفين هذا الكلام فانه مؤشر على ان القضية ومع مرور عليها هذه السنوات تحتاج الى سنوات وسنوات اخرى واطول مما مضى عليها و لن تحل.
هل ترى أن الدول العربية انشغلت باضطراباتها او اشغلت نفسها واعمت أعينها عن فلسطين؟
نعم صحيح هذا الكلام وهو مقصود من خلال اتهام ايران والعلاقة مع ايران او في قطر وقطع العلاقات معها وان هذا الموقف في كثير من الدول العربية كان مخطط له حتى يتم اضعاف القضية الفلسطينية ويخطط ترامب له واعلنه كما نقول في اللفظ الشعبي نحن من وضع اصبعنا في اعيننا كي نعمى عن القضة الفلسطينية وان تكون شبه منتهية.
هل اتفق العرب منذ البداية وباعوا فلسطين وما شهدنا على مدى اكثر من 70 عام هو شعارات لتخدير الشعوب؟
لم نكن نرغب التحدث بهذا الموضوع لكن بما انه جاؤ منك نعم منذ البداية كانت القضية الفلسطينية قد بيعت سواء من الداخل الفلسطيني او من الحكام العرب ولم يكونوا يدافعوا عن القضية الفلسطينية حتى انني لازلت اتذكز اثناء احداث غزة طلبت دولة قطر الاجتماع في قطر وكانت بعض القيادات العربية تتصل فيما بينها لعدم اكتمال النصاب وهنا قال امير قطر السابق الامير الوالد الشبخ حمد حسبي الله ونعم الوكيل وكلما اكتمل العدد كان بعد دقائق ينفرط عقد الاكتمال وبالتالي هذا يعني ان هناك عدم رغبة في حل القضية الفلسطينية ومن الجانب الفلسطيني وما يتحدثون عنه الان حول المصالحة وجدنا قبل ايام هناك تصريحات واتهامات بين رام الله وغزة وبالتالي فشل هذا الاتفاق.
- اليوم بعد مئوية وعد بلفور بات فقط يكفي اعطاء الشريعة لإسرائيل، اما من خلال علاقات تطبيع او تقرير مصير الفلسطينين من قبل لا شأن لهم بالقضية مثل بن سلمان او ترامب او..؟
نعم صحيح ومثال على ذلك المملكة العربية السعودية عندما نجد طائرة للملكة العربية السعودية في مطار بنغورين ويأتي وزير الخارجية و يدخل من الباب الخلفي لمصافحة نتنياهو و يذهب بن سلمان بزيارة سرية الى تل ابيب وغيره وهذا سعي لعملية التطبيع وفرض الشرعية على التطبيع ويقوم مواطن اسرائيلي بزيارة الحرم المكي الشريف ويصور داخل الحرم على الرغم انه مكتوب داخل الحرم يمنع دخول غير المسلمين السؤال هنا كيف دخل هذا الاسرائيلي وانا كمواطن قطري ممنوع من اداء فريضة العمرة والحج كمسلم ايضا بعيدا عن اني عربي لان مكة للجميع ايضاً ومنع الايرانييين من ممارسة شعائرهم وزيارة البقيع.
وللاسف هناك هرولة اتجاه التطبيع مع اسرائيل بقيادة السعودية و بدء من دولة الامارات و عندما تاتي مملكة البحرين وتدعو مواطنيها بزيارة تل ابيب او الكيان الصهيوني وتمنع بزيارة قم ومشهد كمناطق اسلامية. لارضاء لمشروع ترامب
مادوافع السعودية من خلال هذ التصرفات كطفل ابله واحمق من خلال تدخلاتها للاعقلانية في المنطقة ؟
أن ما يدفع السعودية هو الاستقواء بإسرائيل حتى يحقق بن سلمان وصوله إلى سدة الحكم لان هناك رفض لتعينه ملكاً للملكة العربية السعودية لانه لديه تصرفات صبيانية يرفضها بعض حكام ال سعود في المملكة لذلك يستقوي بالكيان الصهيوني كي يصل الى الحكم ويقدم لاسرائيل ما ترغب به ويقدم لها خدمات كما قدم لترامب من قبله.
أعرب 25 سفيراً إسرائيلياً سابقاً وشخصيات أكاديمية ونشطاء سلام، في "مجموعة العمل السياسي"، وهي منظمة كان يرأسها رون فونداك،عن معارضتهم للاعتراف الأميركي المفاجئ بالقدس عاصمة لإسرائيل، بماذا تفسر ذلك وماذا عن العرب هل يقلقهم ذلك؟
هذا المضحك المبكي العرب يصمتون ويصدرون بيانات على استحياء وفي الداخل الإسرائيلي يقومون بما يفترض أن يقوم به العرب اتجاه فلسطين والمسلمين اتجاه القضية الفلسطينية ولكن مع الاسف وصلنا إلى هذا المستوى والشكل من الاذلال والتركيع للقضية الفلسطينية او رأي الشارع العربي و الإسلامي اتجاه ما يحاك لفلسطين.
اما بما يفسر هذا القلق قد تكون رسالة موجهة إلى لدول العربية أنه عليكم ان توافقوا وأن كنا نحن نرفض يعني قد تكون رسالة مبطنة./انتهى/.
أجرت المقابلة: شيرين سمارة
تعليقك